ليس سروالي


ليس سروالي :

انه اليوم المنتظر لمجيد ، ليس لأنه يوم عرس اخيه الكبير سعيد ، وانما لأنه سيصفي وفريقه حساباتهم مع فريق زنقة 40 استيقظ باكرا ، ليس لأنه نشيط وانما اصوات الزغاريد والشعبي المنبعث من المسجلة قد ايقظته خاسرا معولا على اخزيت , ليجد أمه على رأسه وبيدها جابادوره المزوق ، هذا الزي الذي يمقته مجيد لكونه يذكره بيوم ختانه ، نفس اللون ونفس الشكل : " اش بغيتي أ مي ؟ " ، " نوض غسل وجهك ولبس جابادورك ... " يقاطعها واقفا على سريره ينقز : " وا والله مانلبسو ، غانلبس التوني ديالي ديال الرجا ونلبس حلومة ديالي ، عندي ماطش مع الدراري " ، تجره من شعره المشعكك " شوف أداك البرهوش غاتلبس جابادورك ، راني ماكٌادا على فضايح " . تفتح دولاب ملابسه وتأخد ملابسه الرياضية وتبتعد ، " وادابا لبسو بزز " .
رمى مجيد بالجابادور جانبا والغضب يعلو كمارته ، قبل أن يسقط نظره على السيرفيت الكحلة التي كانت قد صغرت عليه قليلا ، ليس مهما ، قاضية غاراض . 
ارتدى ملابسه دون ان يغسل وجهه وتوجه الى الكوزينة حيث استغل انشغال الجميع في طياب العرس ليسرق نصف دجاجة وقرعة بومس . قبل أن يلتقي بخالته متوجهة صوب غرفة اخيه الذي استيقظ قبل الجميع وتوجه الى حمام الحومة . كانت الخالة تحمل في يدها سروالا أبيضا مطرزا وقفطانا ولا تنفك عن التزغريد بصوته الجالوقي . الا أن مجيد ضربها بسلتة بعد أن أخد حلومته و كرته من تحت الدروج والابتسامة لا تفارق وجهه ، كيف لاو قد دبر لفريقه على فطور ملكي سيهزمون به العدو شر هزيمة .

مضت ساعات وساعات ، وجاء الضيوف وعاد مجيد من ماطشه مسخسخا متسخا ، دون الاكترات لأحد توجه الى الكوزينة وسرق قرعة اخرى من بومس الحجم العائلي وخبزة عمرها بلحم الغنمي والدجاج ... ما تيسر من شياطة العرس . ليتوجه الى غرفته يجر خيبات الخسارة أمام فريق الزنقة المجاورة . قبل أن يختلط مع الحشود التي ترافق اخاه وعروسه ليدخلاهما الى الغرفة بالزغاريد وصلا وسلام . القى نظرة ثم ابتعد الى غرفته بعد أن لاحظ من تختزرات أمه انه قد قفرها لغيابه عن المنزل طول اليوم ، وانها وما ان تنتهي من اخيه حتى تتفرغ له .

وفي الصباح استيقظ مجيد ، بعد أن حلم بأنه بطل العالم في السباحة ... استيقظ ليجده قد دارها في سرواله ، ويجد ان غرفته باتت ملجأ العائلة حيث نوموا اولادهم ليلة أمس ، احس مجيد بأنه قد قفرها وان شوهته ستكون أكثر وقعا من شوهة خسارة الامس . تسحب من فراشه ، نزع سرواله ورماه تحت السرير ، وقع بصره على الجابادور اخده وارتداه ، وقلب فراش سريره ثم خرج من الغرفة ليجد أمه وخالته تتصنتان على غرفة اخيه ، لم يكثرت ، احس بالجوع وقبل أن يتوجه الى المطبخ ، سمع صوت جدته القادم من الصالون : " وطلقونا خلاص ، بغينا نشوفو السروال " , هنا أحس مجيد بأنه قد تشوه وان الجميع على علم بفضيحته ، قرر التقصي عن الأمر وتوجه الى امه المتخشبة امام باب غرفة سعيد وجرها من قفطانها : وا مي وامي ... راه والله ما انا ... راه جدا هاديك البارح كترات من الموناضا ديال بومس وجات نعسات حدايا ... " قبل أن تقاطعه أمه والقلق باد على وجهها: " اش كاتكٌول ؟ اينا موناضا واينا بومس ؟ سير اولدي تلعب حنا مامسالين ليك " . ظل الفضول يسيطر على مجيد ، الشيء الذي اجبره على التوجه الى جدته الجالسة في الصالون مع بعض العيالات ، والتي لا تنفك تمجيد العريس : " ولد ولدي بسلامتو راااااجل ... ايه رااااااجل ، بدراعو ، عندو فراشة كبيرة فكٌأراج علال ، واحد عاماين ويشد حانوت " . قبل أن يقاطعها مجيد وهو يهمس : " جدا ... اينا سروال كنتي داوية عليه ؟ " .
فجأة تخرج العروس من الغرفة وتتعالى الزغاريد ويستقبلها الجميع بينما تحمل عنها الأم طبسيلا وضع فيه سروال وعليه قالب سكر والفخر يعلو وجوه جدته وأمي . لم يفهم مجيد حتى لعبة ، لكنه كان سعيدا كونه لم يكن سرواله , وكونه قد أدرك بأنه ليس الوحيد الذي دارها في سرواله في تلك الليلة .


جميع لحقوق محفوظة حنيقيزة بريس © 2013